أسس تحسين التواصل بين الأستاذ وأولياء الأمور

الكاتب: موقع تربوياتتاريخ النشر:

 

التواصل بين الأستاذ وأولياء الأمور

سأل أحد الأساتذة في مجموعة تربوية على الواتساب - هذا السؤال:

  • في الأبواب المفتوحة مع أولياء الأمور، ماهي الأمور التي يمكن أن يناقشها الأستاذ مع أولياء أمور التلاميذ المتعثرين والتلاميذ المشاغبين؟

وقد سجلتُ بعضَ النقاط في الإجابة على هذا السؤال، ثم بدا لي أن أعمم نشرها بعد الإضافة والتعديل؛ علَّه يستفيد منها من اطلع عليها، وهذه النقاط وإن كانت متعلقة بمادة التربية الإسلامية، إلا أنه يمكن لأي أستاذ(ة) أن يكيِّفها على حسب مادته.

فمما يمكن أن يناقشه الأستاذ(ة) مع الآباء والأمهات وأولياء الأمور عند زيارتهم له ما يتم تسجيله في دفتر الأنشطة الصفية وغير الصفية، وهي:

الإعداد المنزلي (القبلي)

يذْكر للأولياء مدى عنايتهم بالتحضير أو تفريطهم فيه، ويبين لهم أهمية التحضير القبلي وأثره الإيجابي على المتعلم(ة)؛ فإنه من أسباب تنمية كفاياته وتطويرها، وانخراطهم الإيجابي في الدرس، ويمكن أيضا أن يرشدهم إلى الحرص على الاستفادة المعقلنة من التقنيات الحديثة في تحضير الدروس، والانتباه إلى بعض المخاطر التي قد تترتب عن الاستعمال السلبي لهذه التقنيات والوسائل، مسترشدا في ذلك بالقول المشهور (خذ ما صفا، دع ما كدر).

المشاركة الصفية

إخبار أولياء الأمور بمدى عناية المتعلم(ة) بالمشاركة في الفصل الدراسي أو إهماله لها، وإنباؤهم بأثر المشاركة في تحقيق الكفاية التواصلية للمتعلم، وأنها سبب في إزالة الخجل والخوف، وغير ذلك من الفوائد؛ يقول المثل (قل لي وسوف أنسى، وأرني ولعلي أتذكر، وأشركني وسوف أتعلم).

السلوك

يُطْلع المدرس(ة) وليَّ الأمر على سلوك المتعلم(ة) وتصرفاته داخل الفصل الدراسي، وعلى مدى انضباطه فيه، والتزامه بما اتفِق عليه في ميثاق الفصل، ثم يُبين للأولياء التأثير السلبي لتلك التصرفات على السير الدراسي للمتعلم(ة)، ويحثهم على ضرورة مساعدة الأستاذ(ة) في تحسين سلوك أبنائهم، كما يخبرهم بحسن سلوك المتعلم(ة) ويثني عليه - إن كان حسنَ السلوك - ويطلب من الأولياء مزيدَ عنايةٍ بأخلاق ابنهم؛ لأن لذلك أثرا كبيرا في التحصيل الدراسي، وهو صمام أمان للمتعلم (ة) من الانحراف، فمن الحِكم قولهم (ابدؤوا بإصلاح الأخلاق، فإنها أول الطريق).

الكتاب المدرسي

يُطلع الأستاذ(ة) وليَّ الأمر على مدى عناية المتعلم بإحضار الكتاب المدرسي والمستلزمات الدراسية، ويمكن أن يسأل وليَّ الأمر عن سبب تفريط ابنهم في تلك المستلزمات؛ فإن لكل حالة تعاملها الخاص، ويَرجع سبب هذا الحرص على الكتاب المدرسي إلى أنه متضمن لمجموعة من الأسناد التي يعتمد عليها المتعلم(ة) في فهم المادة الدراسية، والإجابة على أسئلة الأستاذ(ة)؛ فهو يُعَد " وسيلة تعليمية تعلمية؛ من خلال: الكلمة، والصورة، والرسم، وجميع الوسائل التي تعين على الفهم" [المدخل إلى علم التدريس لسعيد حليم، ص: 103].

دفتر الدروس

يُطلع الأستاذ(ة) وليَّ الأمر - كذلك - على مدى عناية المتعلم بدفتر الدروس، وكتابته للمحتوى التعلمي، أو تقصيره في ذلك؛ فإن الدفتر هو مرآة المتعلم(ة)، ودليل على جديته وعنايته بالمادة المدرَّسة، كما أن إهماله أو التفريط فيه مؤشر على كسل المتعلم(ة) وتهاونه، وإن هذا الإهمال في كتابة الدروس مؤشر واضح على أن نقط المتعلم(ة) في الفروض الكتابية ستكون متدنية؛ لأن دفتر الدروس هو الوسيلة التي يستند إليها في مراجعة الدروس، وضبط القواعد، وحفظ ما يحتاج إلى الحفظ والاستيعاب، مما سيعينه على إنجاز المهام المطلوبة منه في الفروض، لذلك كان (دفترُ التلميذ مرآة صادقة لجهد المعلم(ة)، واجتهاد المتعلم(ة).

كما يمكن للمدرس(ة) أن يُطلعهم على جوانب أخرى متعلقةٍ بالمتعلم(ة) المسؤولِ عنه، مما يراه يستحق أن يخبرهم به، مثل:

الرفقة

فقد يكون المتعلم(ة) متفوقا فيما سبق، لكن الرفقة التي يصاحبها على خلاف ذلك، مما سيؤثر سلبا على تفوقه، فكما قيل (الصاحب ساحب).

الهندام

إذا كان هندام المتعلم(ة) غير تربوي، ولا يليق بالمؤسسة التعليمة، أو أن حلاقة شعره غيرُ لائقة بالوسط التربوي، أو ما شابه ذلك، فيمكن أن يخبر الأبَ أو الأمَ أو وليَّ المتعلمِ(ة)، الذي زار الأستاذَ(ة) بذلك، ما دام أنه قد سأل، ويريد أن يعرف كل شيء عنه؛ وهذه الأمور وإن كانت من اختصاصات الإدارة التربوية، إلا أن عمل الأستاذ(ة) والإدارة متكاملان، ويصبان في مصلحة المتعلم(ة)، فلا حرج في إخبارهم بذلك.

الالتزام بأوقات الحضور إلى الفصل

إذا كان يتأخر كثيرا، أو لا ينضبط بأوقات الدخول والخروج، فيطلع الأستاذ(ة) وليَّ الأمر بذلك.

كثرة الغياب

فهو وإن كان من اختصاص الحراسة العامة إلا أنه يؤثر على تحصيل المتعلم(ة) داخل الفصل، ويعيق استيعابه للدروس، ويسبب في إهمال كتابتها، ويمنعه من تحصيل النقطة الكاملة المخصصة للمشاركة، وغير ذلك.

هذه إذن - أبرز الأمور التي يمكن أن يخبر بها المدرس(ة) وليَّ أمر المتعلم(ة) ويطلعه عليها، وإذا بدت له أمور أخرى تستحق أن يخبره بها، مما تعاقد عليه الأستاذ(ة) مع المتعلمين في حصة (التعاقد الديداكتيكي)، ويقع الإخلال بها من طرف المتعلم(ة) فله أن يُطلعه عليها.

وفي الأخير يبين الأستاذ للأولياء الأثرَ البارز لتعاونهم مع المؤسسة التعليمية في تحقيق المتعلمين للكفايات المطلوبة، ثم دور هذا التعاون - أيضا في النهوض بالمدرسة العمومية.

اللهم وفق كل أستاذ(ة) لأداء رسالته النبيلة، واهد كل تلميذ(ة) وسدده في مساره الدراسي.

الكاتب

ذ. عبد المجيد هلال
أستاذ مادة التربية الإسلامية للسلك الثانوي التأهيلي بإقليم تاوريرت
المؤهل العلمي
ماستر في المناهج وطرق التدريس في الدراسات الإسلامية
طالب باحث في سلك الدكتوراة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية وجدة.
رقم الجوال: 212.06.70.68.89.94+

البريد الإلكتروني: [email protected]
التصنيفات

شارك المقال لتنفع به غيرك

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

شاركنا رأيك في التعليقات.

ليست هناك تعليقات

8557488525432745012