المكتبة المدرسية في النصوص التشريعية والتنظيمية

الكاتب: موقع تربوياتتاريخ النشر:
المذكرات المنظمة للمكتبة المدرسية

عناصر الموضوع

 مقدمة 

أولا: تعريف المكتبة المدرسية

ثانيا: المكتبة المدرسية في التوجيهات الرسمية

ثالثا: النصوص التشريعية والتنظيمية المؤطرة للمكتبة المدرسية

     1. المذكرة رقم 199 بتاريخ 07 أكتوبر1991، المتعلقة بالخزانة المدرسية

     2. المذكرة رقم 26 بتاريخ 11 فبراير 1992، في موضوع كراء الكتب بالخزانة المدرسية

     3. المذكرة رقم 187 بتاريخ في 16 دجنبر 1992، المتعلقة بتنظيم وتسيير المكتبات المدرسية

     4. المذكرة رقم 83 بتاريخ 31 ماي 2006، في شأن دعم المكتبات المدرسية

     5. المذكرة رقم 156 بتاريخ 17 نونبر 2011، في شأن تفعيل أدوار المكتبة المدرسية ونظام الإعارة

 خاتمة        

المكتبة المدرسية
مصدر الصورة: vecteezy

تقديم

تعتبر المكتبة المدرسية من أهم المرافق التي وجب توفيرها في المؤسسات التعليمية، باعتبارها محورا أساسيا من محاور المنهاج الدراسي، إذ تكمن أهمية المكتبات المدرسية في دعم المقرر الدراسي، فضلا عن أدوارها الأخرى في تنمية شخصية المتعلم في مجالات عديدة.

وإذا كان تطوير التعليم وتحديثه من الضرورات الملحة لمواكبة التغييرات المتسارعة عالميا ومحليا، فان المكتبة المدرسية المتطورة تعد من أهم الوسائل في تحقيق هذا التطوير وهذا التحديث، كونها تركز على فعالية وإيجابية المتعلم وتعمل على اكسابه مهارات التعلم الذاتي والمستمر والحصول على المعلومات من مصادر متعددة لأي غرض من الأغراض.

كما يبقى دورها جوهريا في حياة المتعلم والطالب، فهي أول مكتبة يرتادها في حياته، وبالتالي فان علاقته بباقي أنواع المكتبات الأخرى ستتوقف على مدى تأثره بها وانطباعه عنها، وعلى ما اكتسبه من مهارات في التعامل مع مصادر المعلومات المختلفة: التعليمية، الثقافية والترفيهية أيضا.

وهذا ما سيؤهله مستقبلا للانتفاع بخدمات المكتبات الأخرى المتوفرة بالمجتمع مثل: المكتبات العامة، الجامعية والمتخصصة....، وبالتالي يتضح جليا أن "المكتبة المدرسية يقع عليها عبء تكوين المجتمع القارئ الذي سيقود الحياة الثقافية والأدبية والعلمية في المستقبل."

وعليه، فإن توفير المكتبات في المؤسسات التعليمية وتجهيزها بالموارد والوسائل اللازمة ليس كفيلا للنهوض بأدوار المكتبة المدرسية التي أعدت من أجلها، بل يجب العمل على تفعيلها، وبدون ذلك ستظل مجرد خزانات للكتب.

أولا: تعريف المكتبة المدرسية:

يمكن تعريف المكتبة عموما بأنها "مجموعة من المواد المكتبية نظمت تنظيما فنيا يسهل الوصول اليها واستخدامها."

ويعرفها الاتحاد الدولي لرابطات المكتبات وأمناء المكتبات -افلا- على أنها "مسرح للتعلم المادي والرقمي في المدرسة حيث القراءة والتحري والبحث والتفكير والخيال والإبداع من الأمور الأساسية في رحلة اكتشاف المعارف والمعلومات للطلاب ونموهم الشخصي الاجتماعي والثقافي".

كما يؤكد بيان الافلا اليونسكو في 1999 والذي يحمل عنوان "دور المكتبة المدرسية في التعليم والتعلم للجميع" على الأهمية التي تكتسيها المكتبة في توفير المعلومات والأفكار التي تعد أساسية للعمل بنجاح في مجتمع المعلومات القائم على المعرفة حتى يتمكن المتعلمون من أن يصبحوا مفكرين ناقدين ومستخدمين للمعلومة بجميع الأشكال والوسائط. ويستند في ذلك الى القيم المنبثقة من إعلان الأمم المتحدة لحقوق الطفل (1959) وأيضا على التصديق على مبادئ حرية الوصول إلى المعلومات والأفكار والأعمال المستمدة من الخيال وحرية التعبير المنصوص عليها في المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الانسان.

ثانيا: المكتبة المدرسية في التوجيهات الرسمية

لفترات طويلة ظلت المكتبة المدرسية كمرفق غائبة في العديد من المؤسسات التعليمية وتم الاقتصار على مكتبة أو خزانة القسم التي يعود الفضل في إحداثها إلى بعض الأساتذة الواعين بأهمية تدريب النشء على فعل القراءة وبدورها في الاغتناء اللغوي والفكري والثقافي والقيمي.

وقد عرفت فترة التسعينيات من القرن الماضي تزايد الاهتمام من لدن الوزارة الوصية بالمكتبة المدرسية ترجم بإصدار مجموعة من المذكرات التي تنص على أهمية المكتبة المدرسية وتحدد الآليات الكفيلة بتفعيلها وتأهيلها للقيام بأدوارها التعليمية والتربوية.

جاء الميثاق الوطني للتربية والتكوين ليؤكد على أهمية المكتبات والقاعات المتعددة الوسائط في تزويد المتعلم بالمهارات اللازمة للبحث والتعلم الذاتي كونه أصبح في قلب الاهتمام ومحور العملية التعليمية التعلمية.

في حين سعى المخطط الاستعجالي (2009-2012) إلى "استرجاع المدرسة المغربية لدورها كفضاء تربوي يشجع على التفتح والتحصيل الذاتي للتلميذ أكثر من مجرد مكان للتحصيل"، (المشروع 9).

واستمر هذا الاهتمام متزايدا من لدن الوزارة الوصية وأيضا من لدن الفاعلين التربويين حيث تم التأكيد من خلال الرؤية الاستراتيجية للإصلاح على ضرورة "تمكين المؤسسات التعليمية من المكتبات ورقية ورقمية تعزيزا للتمكن من القراءة والكتابة والتعبير"، (المشروع 14)، كما نصت "الرؤية" كذلك في المجال الثاني (من أجل مدرسة الجودة للجميع) على ضرورة إعادة الاعتبار للمكتبات المدرسية ورقية ووسائطية، وتوفير خزانات للموارد موجهة للمتعلمين والفاعلين في الحياة التربوية والثقافية بحسب الفئات والمستويات العمرية".

ثالثا: المكتبة المدرسية من خلال النصوص التشريعية والتنظيمية

1. المذكرة رقم 199 بتاريخ 07 أكتوبر1991، المتعلقة بالخزانة المدرسية

تنطلق المذكرة من الحديث عن أهمية الخزانة المدرسية داخل المؤسسة بالنسبة للاطر التربوية والتلاميذ، لاجل ذلك أعدت الوزارة برنامجا متكاملا يستهدف إعادة الاعتبار للخزانة المدرسية فقررت:

⬥على صعيد المؤسسات

  • إحداث مجلس الخزانة
  •  حث الشركاء (جمعية الآباء) على الاهتمام بالخزانة وتخصيص جزء من مداخيل الجمعية لاقتناء الكتب
  •  تخصيص مالا يقل عن نصف مداخيل الاعتمادات لاقتناء الكتب واللوازم
  •  حملات تحسيسية للتلاميذ للتعريف بأهمية الخزانة المدرسية

على صعيد النيابة

  • القيام بحملة تفتيش وبحث للاطلاع على أحوال الخزانات المدرسية
  • تنظيم مسابقات بين التلاميذ لإبراز أهمية الخزانة المدرسية
  • تنظيم حلقات تكوينية لفائدة القيمين على الخزانات المدرسية
  • موافات مديرية التعليم الثانوي-قسم البرامج بتقويم إجمالي عن أنشطة الخزانات المدرسية ونتائج حملة التفتيش

على صعيد الأكاديمية

  • التنسيق مع النيابات في التوعية بأهمية الخزانات المدرسية
  • المساهمة في تأطير الحلقات التدريبية
  • إجراء بحوث حول الخزانات المدرسية
  • على صعيد المصالح المركزية
  • إحداث مصلحة خاصة بالخزانات المدرسية
  • إحداث جهاز مختص لمراقبة الخزانات المدرسية
  • وضع نظام لكراء الكتب المدرسية بثمن مناسب
  • البحث عن موارد إضافية لتمويل الخزانات المدرسية وتسييرها

2. المذكرة رقم 26 بتاريخ 11 فبراير 1992، في موضوع كراء الكتب بالخزانة المدرسية

والتي حددت المسطرة التي ينبغي إتباعها لكراء الكتب المتوفرة بالخزانة المدرسية وإعارتها.

يتم كراء الكتب المدرسية لمدة سنة كاملة مقابل المبالغ التالية:

  • 30.00 درهما بالنسبة لمجموع الكتب المقررة بإحدى مستويات السلك الثاني من التعليم الأساسي (الإعدادي (
  • 50.00 درهما بالنسبة لمجموع الكتب المقررة بإحدى مستويات التعليم الثانوي.
  • ويمكن للتلميذ اكتراء كتاب واحد أو أكثر عوض مجموع الكتب وذلك مقابل:
  • 3.00 دراهم للكتاب الواحد بالنسبة لمستويات السلك الثاني من التعليم الأساسي.
  • 5.00 دراهم للكتاب الواحد بالنسبة لمستويات التعليم الثانوي

🔹ويؤدي كل تلميذ يقوم باكتراء الكتب ضمانة مالية تساوي المبلغ الذي دفعه لكراء الكتب، على أن تعاد له هذه الضمانة بعد إرجاع جميع الكتب إلى الخزانة.

🔹يسلم للتلميذ توصيلا من مصلحة الاقتصاد بالمؤسسة عن المبلغ المؤدى برسم كراء الكتب، وتوصيلا آخر برسم الضمانة.

🔹لا تسلم الكتب للتلميذ إلا بعد تقديم التوصيلين معا.

🔹ترجع الكتب إلى الخزانة المدرسية خلال الأسبوعين الأخيرين من شهر يونيو.

🔹وكل تلميذ لم يحترم هذه المسطرة يمنع من التسجيل بالمؤسسة في الموسم الموالي ولا تسلم له أية شهادة مدرسية أو غيرها.

3. المذكرة رقم 187 بتاريخ في 16 دجنبر 1992، المتعلقة بتنظيم وتسيير المكتبات المدرسية

أهم ما جاء في المذكرة ما يلي:

🔹توجيهات حول تنظيم المكتبات والتي وردت في دليل "المكتبة المدرسية في خدمة التعليم".

🔹توضيح المهام الأساسية المنوطة بكل من مفتشي المكتبات المدرسية والقيمين عليها، وذلك رغبة في الرفع من مردوديتهم وفعاليتهم وجعل المكتبات المدرسية أداة تساعد على تطوير العملية التعليمية.

مهام مفتشي المكتبات المدرسية

  • التخطيط للمكتبات
  • تكوين القيمين
  • تنشيط المكتبات
  • مراقبة المكتبات

مهام القيم على المكتبة المدرسية

  • التسيير وإعارة الكتب والدوريات وكذا القيام بالأنشطة الكفيلة بترغيب التلاميذ في الإقبال عليها والاستفادة من محتوياتها.
  • إنجاز مرشد القارئ للتعريف بالخدمات التي تقدمها المكتبة وكيفية استعمالها.
  • إصدار منشورات للتعريف بمحتويات المكتبة وأنشطتها.
  • نشر بيبليوغرافيا خاصة بالمكتبة.
  • تنظيم معارض للكتب.
  • تنظيم تداريب لفائدة التلاميذ حول استعمال المكتبة.
  • تنظيم مسابقات أدبية وفنية.

4. المذكرة رقم 83 بتاريخ 31 ماي 2006، في شأن دعم المكتبات المدرسية

من خلال هذه المذكرة تم:

🔹التأكيد على أهمية المكتبة المدرسية داخل المنظومة التربوية ومساهمتها في الرفع من مستوى تكوين المتعلمين ومساعدتهم على حسن استغلال أوقات فراغهم.

🔹التذكير بمشاريع الوزارة الوصية في مجال القراءة مثل:

مشروع المكتبة المتنقلة ومشروع ركن القراءة ومشروع مكتبتي موضوع المذكرة والرامي إلى دعم المكتبات المدرسية للمؤسسات التعليمية الابتدائية بالوسط القروي

أهداف مشروع مكتبتي

  • التعلم الذاتي لدى التلميذات والتلاميذ؛
  • تشجيعهم على المطالعة؛
  • تنمية مهارات القراءة لديهم؛
  • الانفتاح على الثقافات والحضارات الأخرى؛
  • توفير رصيد وثائقي متنوع في المجالات: الاجتماعية والحضارية والعلمية، لتوسيع آفاق التلميذات والتلاميذ وتنمية فضولهم المعرفي وتعويدهم على البحث والتنقيب؛
  • خلق فرص لاستكمال تكوين المؤطرين والمدرسين العاملين في مؤسسات التعليم الابتدائي.

5. المذكرة رقم 156 بتاريخ 17 نونبر 2011، في شأن تفعيل أدوار المكتبة المدرسية ونظام الإعارة

جاءت هذه المذكرة في إطار البرنامج الاستعجالي (المشروع E1P12) خاصة الشق المتعلق بتوفير الشروط الداعمة لتوسيع العرض وتشجيع الاقبال على التمدرس والارتقاء بالتعلمات، بما توفره المكتبات المدرسية من مراجع تشجع المتعلم على الدراسة والبحث، من هنا دعت إلى مايلي:

  • إيلاء عناية خاصة بالمكتبات المدرسية من حيث التجهيز والاطر
  • الحرص على إغناء رصيدها من الكتب والمراجع
  • الحرص على العمل بنظام الإعارة وفق المذكرة رقم 26
  • كراء الكتب لموسم دراسي بمبلغ 50 درهم لمجموع المقرر
  • كراء كتاب واحد مقابل 5 دراهم
  • انطلاق إعارة الكتب خلال الأسبوع الأول من انطلاق الدراسة
  • إرجاعها للخزانة خلال الأسبوعين الأخيرين من شهر يونيو

خاتمة

إن تأهيل المكتبة المدرسية للاضطلاع بأدوارها الاستراتيجية في تجويد التعلمات بمؤسسات التربية والتكوين وإكساب المتعلمين مهارات البحث والتفكير واحترام الأمانة العلمية والتعلم الذاتي والتعلم المستمر، يقتضي وضع خطة منظمة لتطويرها تأخذ بعين الاعتبار المقومات الثلاث اللازمة لنجاح مهمة المكتبة المدرسية، من قبيل:

  • الفضاء المناسب والمجهز تجهيزا حديثا يحفز المتعلمين على ارتياده، ويشجعهم على المطالعة والبحث
  • الرصيد المكتبي المتنوع الذي من شأنه أن يدعم المنهاج الدراسي من جهة، ويلبي حاجيات المتعلمين ومشاريعهم الشخصية من جهة أخرى
  • العنصر البشري المؤهل والكفيل بتسيير المكتبة وتنشيطها وجعلها مرفقا منفتحا على باقي مكونات المدرسة.
المصدر: بحث من إنجاز مجموعة من المختصين التربويين بأحد المراكز الجهوية للتربية والتكوين.

التصنيفات

شارك المقال لتنفع به غيرك

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

شاركنا رأيك في التعليقات.

ليست هناك تعليقات

8557488525432745012