حصص التعليم الصريح – المرحلة الثانية الأسبوع الثالث

مقدمة

يمثل الأسبوع الثالث من المرحلة الثانية في تنزيل مقاربة التعليم الصريح محطة متقدمة في مسار بناء التعلمات، حيث ينتقل التركيز من التمكن الموجّه إلى تنمية الاستقلالية المراقبة، ومن الممارسة المكثفة إلى التوظيف المنظم للتعلمات في وضعيات أكثر تنوعاً.

فبعد أن اشتغل المدرس خلال الأسبوعين الأول والثاني على ترسيخ الأساسيات، وتثبيت الفهم، وتقليص الأخطاء عبر الدعم والتغذية الراجعة، يأتي هذا الأسبوع ليُعزّز قدرة المتعلم على الاعتماد على نفسه، مع الاستمرار في احترام مبادئ الوضوح، والتدرج، وتخفيف العبء المعرفي. ويُعدّ هذا التوازن الدقيق بين الاستقلالية والدعم من أهم سمات التعليم الصريح في مراحله المتقدمة.

يمكنم الاستعانة بأداة تحميل حصص التعليم الصريح لتصفح المراحل والأسابيع بشكل سهل من خلال الرابط أسفله.

جدول الحصص الأسبوعية - المرحلة الثانية الأسبوع الثالث

جميع الملفات متوفرة بصيغة PPT، جاهزة للاستعمال المباشر لجميع المستويات الابتدائية (من الأول إلى السادس).

دروس التعليم الصريح - المرحلة 2 - الأسبوع 3 - الحصة 1 

دروس التعليم الصريح - المرحلة 2 - الأسبوع 3 - الحصة 2

دروس التعليم الصريح - المرحلة 2 - الأسبوع 3 - الحصة 3

دروس التعليم الصريح - المرحلة 2 - الأسبوع 3 - الحصة 4

دروس التعليم الصريح - المرحلة 2 - الأسبوع 3 - الحصة 5

دروس التعليم الصريح - المرحلة 2 - الأسبوع 3 - الحصة 6

أهداف الأسبوع الثالث في التعليم الصريح

الانتقال نحو الاستقلالية المراقبة

يهدف الأسبوع الثالث إلى تمكين المتعلم من إنجاز المهام بشكل شبه مستقل، دون التخلي الكامل عن التوجيه. ويسعى المدرس إلى:

وتُعتبر هذه المرحلة أساسية لإعداد المتعلم للتعلم المستقل في المراحل اللاحقة.

توظيف التعلمات في وضعيات جديدة

لا يقتصر التعلم في هذا الأسبوع على التكرار، بل يتم توسيع دائرة التطبيق ليشمل وضعيات جديدة، مع الحفاظ على نفس البنية المعرفية. ويساعد هذا التوظيف على نقل التعلم من سياق إلى آخر، مما يعمق الفهم ويثبت التعلمات.

تنظيم الحصص خلال الأسبوع الثالث

مراجعة استراتيجية قصيرة

تستمر المراجعة في لعب دور محوري، لكنها تصبح أكثر تركيزاً وانتقائية. حيث يتم استحضار التعلمات الأساسية فقط، المرتبطة مباشرة بالمهام الجديدة. وتهدف هذه المراجعة إلى:

تقليص النمذجة وزيادة المبادرة

في هذا الأسبوع، تقل النمذجة المباشرة من طرف المدرس، ويُفسح المجال أمام المتعلمين لشرح خطواتهم، وتبرير اختياراتهم، ومناقشة حلولهم. ويُعدّ هذا التحول مؤشراً إيجابياً على تطور مستوى الفهم.

الممارسة شبه المستقلة للمتعلمين

تنويع أنماط الأنشطة

تشمل أنشطة الأسبوع الثالث:

ويحرص المدرس على أن تكون التعليمات واضحة، والخطوات محددة، حتى يتمكن المتعلم من الإنجاز بثقة.

دور المدرس كموجّه وملاحظ

يتحول دور المدرس من فاعل رئيسي إلى موجّه وملاحظ، حيث يتتبع أداء المتعلمين، ويحدد مواطن القوة والتعثر، ويتدخل عند الحاجة فقط، مما يعزز الشعور بالمسؤولية لدى المتعلم.

الدعم والتغذية الراجعة في الأسبوع الثالث

تغذية راجعة نوعية ومحددة

تتسم التغذية الراجعة في هذا الأسبوع بكونها أكثر عمقاً، حيث تركز على:

ويُشجع المتعلم على تحليل أخطائه ذاتياً قبل تلقي التصحيح.

معالجة التعثرات الفردية

يُولي التعليم الصريح أهمية خاصة للدعم الفردي خلال هذه المرحلة، حيث تختلف وتيرة التقدم بين المتعلمين. ويتم تقديم تدخلات قصيرة ومركزة، دون تعطيل سير الحصة أو العودة إلى الشرح الجماعي المطول.

التحكم في العبء المعرفي مع رفع مستوى التحدي

مهام أكثر تعقيداً لكن منظمة

يرتفع مستوى التعقيد في الأنشطة، لكن مع الحفاظ على تنظيمها الداخلي. فلا يُطلب من المتعلم إنجاز مهام مركبة دون توفر الأدوات المعرفية اللازمة، ويتم دائماً ربط الجديد بالمكتسب.

تقليص الدعائم بشكل تدريجي

يبدأ المدرس في تقليص الدعائم البصرية والإجرائية (جداول، أمثلة جاهزة، تلميحات)، مع مراقبة تأثير ذلك على أداء المتعلمين، حفاظاً على التوازن بين التحدي والدعم.

نحو تثبيت التعلمات والاستعداد للمرحلة الموالية

مؤشرات التمكن والتحكم

خلال الأسبوع الثالث، يعتمد المدرس على مجموعة من المؤشرات لتقييم التمكن، مثل:

التهيئة للانتقال إلى مهام أكثر استقلالية

يمهّد هذا الأسبوع للمرحلة اللاحقة، حيث يصبح المتعلم قادراً على التعلم في وضعيات أكثر تعقيداً، مع تدخل أقل من المدرس، وهو الهدف النهائي للتعليم الصريح.

خاتمة

يمثل الأسبوع الثالث من المرحلة الثانية في التعليم الصريح مرحلة نضج تعليمي، ينتقل فيها المتعلم من التمكن الموجّه إلى الاستقلالية المراقبة، ومن التطبيق البسيط إلى التوظيف الواعي للتعلمات. ويُعدّ حسن تدبير هذه المرحلة عاملاً حاسماً في ترسيخ التعلمات وضمان استدامتها.

إن نجاح التعليم الصريح لا يكمن فقط في وضوح الشرح، بل في القدرة على مرافقة المتعلم خطوة بخطوة نحو الاستقلالية، وهو ما يجسده هذا الأسبوع بكل أبعاده البيداغوجية.