حصص التعليم الصريح – المرحلة الثانية  –  الأسبوع الأول

مقدمة

يُعدّ التعليم الصريح (L’Enseignement Explicite) من أكثر المقاربات البيداغوجية فعالية في تحسين تعلم المتعلمين، خاصة في المراحل الأولى والأساسية من التحصيل الدراسي. وتقوم هذه المقاربة على توفير دعم واضح ومباشر للمتعلمين من خلال التخطيط الدقيق، وتوضيح اللغة والأهداف، وتجزئة المهام، وتقديم توجيهات عملية مستمرة، بالإضافة إلى الاستخدام المتوازن للاستراتيجيات الموجهة والمراجعة الهادفة.

وخلال المرحلة الثانية – الأسبوع الأول من تنزيل هذه المقاربة داخل الأقسام الدراسية، يركز المدرسون على مجموعة من الإجراءات التربوية المنظمة التي تسمح بتفعيل التعلمات بشكل تدريجي، بدءاً من الأنشطة التمهيدية وصولاً إلى التعلمات المركّبة. ويُنتظر من هذا التنظيم التربوي أن يمنح المتعلم فرصة حقيقية للفهم، والممارسة، والتمكن، ثم الاحتفاظ بالمكتسبات على المدى الطويل.

في هذا المقال سنستعرض أهم مرتكزات التعليم الصريح خلال هذا الأسبوع، مع شرح خطوات العمل، واستراتيجيات التدريس، وأدوار المدرس والمتعلم، إضافة إلى كيفية توظيف التغذية الراجعة وإعداد المتعلمين للفهم العميق.

يمكنم الاستعانة بأداة تحميل حصص التعليم الصريح لتصفح المراحل والأسابيع بشكل سهل من خلال الرابط أسفله.

ما هو التعليم الصريح؟

التعليم الصريح هو مقاربة تعتمد على تقديم تعليم مباشر وواضح، مدعوم بالبحث العلمي، ويرتكز على مجموعة من الاستراتيجيات البيداغوجية التي تضمن نجاح التعلم من خلال:

وقد أثبتت الدراسات أن هذه المقاربة تسمح للمتعلم بالتدرج الطبيعي في اكتساب المعارف والمهارات، من خلال تعليم مبني على خطوات صغيرة ومرتّبة.

المرحلة الثانية – الأسبوع الأول في التعليم الصريح

تخطيط محكم للأهداف والتعلمات

تحديد أهداف واضحة ودقيقة

يُعدّ تحديد أهداف قابلة للقياس نقطة أساسية في هذا الأسبوع. الأهداف يجب أن تكون:

التركيز يكون على تعلمات بسيطة في البداية، ثم الانتقال تدريجياً نحو تعلمات مركّبة. فعلى سبيل المثال، في درس الرياضيات يتم الانتقال من الأنشطة التمهيدية إلى نشاط مركّز حول مفهوم واحد (مثل تقديم مفهوم الأعداد الكسرية أو الجمع بالاحتفاظ).

تجزئة المهام المعرفية

يعتمد هذا الأسبوع على تقسيم المهام المركّبة إلى مهام فرعية صغيرة، مما يساعد المتعلمين على الفهم دون إرهاق ذهني. فبدلاً من تقديم نشاط معقد دفعة واحدة، يتم تفكيكه إلى خطوات قصيرة، يسهل استيعابها وممارستها.

تعليم فعّال يمنح الدعم اللازم للمتعلمين

ضمان مشاركة جميع المتعلمين

من أهم مبادئ التعليم الصريح أن جميع المتعلمين يتعلمون. لذلك يسعى المدرس إلى الوصول إلى نسبة تحكم لا تقل عن 80% عند المتعلمين قبل الانتقال إلى تعلمات جديدة. ويُعتبر الفهم مقدماً على الحفظ، إذ يتم التركيز على تقديم الشرح بطريقة مبسطة، يتخللها أسئلة لتتبع الفهم.

الانتقال المنظم نحو العمل المستقل

لا يتم الانتقال إلى العمل الفردي إلا بعد التأكد من فهم التعلمات. ويُفضل أن يتم الانتقال تدريجياً: عمل جماعي → عمل ثنائي → عمل فردي. هذا التسلسل يقلل من الأخطاء، ويمنح المتعلم الثقة الكافية لإنجاز المهمة ذاتياً.

وضوح اللغة والهدف

لغة بسيطة ومباشرة

يُستخدم في التعليم الصريح أسلوب لغوي واضح، بعيد عن التعقيد، يهدف إلى إيصال الفكرة دون تحميل المتعلم عبئاً معرفياً إضافياً. ويُعتمد على الأمثلة العملية، والنمذجة، والشرح المتدرج.

تعزيز الفهم عبر مبدأ الاندماج اللغوي

يتضمن هذا الأسبوع تدريب المتعلم على استخدام اللغة المناسبة للتعلم: مصطلحات، عبارات، تعليمات، إجراءات… مما يساعد على ترسيخ المفاهيم وتعميق الفهم.

صيانة التعلمات والمراجعة المنتظمة

المراجعة الموجّهة

تُستخدم أنشطة مراجعة قصيرة وموجهة، تهدف إلى تثبيت المعلومات في الذاكرة بعيدة المدى. وتكون هذه المراجعة جزءاً أساسياً من كل حصة داخل التعليم الصريح.

استثمار التغذية الراجعة

التغذية الراجعة تكون:

ويستفيد المتعلم من هذه التغذية الراجعة لتحسين أدائه وتجاوز تعثراته.

تخفيف العبء المعرفي لدى المتعلمين

تجنب تقديم معلومات كثيرة دفعة واحدة

المبدأ الأساسي هو أن العقل البشري يعجز عن معالجة معلومات كثيرة خلال وقت قصير، لذلك فإن تقديم الدروس بشكل تدريجي ومرحلي يجعل التعلم أكثر فعالية واستيعاباً.

صيانة التعلمات المركّبة عبر مهام مناسبة

في هذا الأسبوع، يتم التركيز على أن تكون المهام المركّبة مدروسة، دون غياب المتطلبات الأساسية. فلا ينبغي أن يُكلف المتعلم بمهام لا يمتلك لها الحد الأدنى من المكتسبات الضرورية.

خاتمة

يمثل الأسبوع الأول من المرحلة الثانية في التعليم الصريح محطة أساسية في تنظيم التعلمات داخل القسم، لما يتضمنه من خطوات دقيقة تهدف إلى ضمان الفهم، والممارسة، والتمكن، وصولاً إلى التعلم المستقل. ويساعد هذا النهج على تحسين جودة التعليم، من خلال تخطيط واضح، وتوجيه عملي، واعتماد استراتيجيات فعالة ومدعومة بالبحث العلمي.

إن تطبيق التعليم الصريح بالشكل الصحيح يضمن بناء تعلمات راسخة، ويمنح المتعلم الثقة والقدرة على مواجهة مهام معرفية أكثر تعقيداً في المراحل اللاحقة، مما يساهم في الارتقاء بجودة التعلمات داخل المؤسسات التعليمية.

المرجو زيارة الصفحة من حين لآخر، إذ يتم تحديث محتوى الصفحة باستمرار لإضافة باقي الحصص فور توفرها.

دروس التعليم الصريح - المرحلة 2 - الأسبوع 1 - الحصة 1 - جميع المستويات

دروس التعليم الصريح - المرحلة 2 - الأسبوع 1 - الحصة 2 - جميع المستويات

دروس التعليم الصريح - المرحلة 2 - الأسبوع 1 - الحصة 3 - جميع المستويات

دروس التعليم الصريح - المرحلة 2 - الأسبوع 1 - الحصة 4 - جميع المستويات

دروس التعليم الصريح - المرحلة 2 - الأسبوع 1 - الحصة 5 - جميع المستويات

دروس التعليم الصريح - المرحلة 2 - الأسبوع 1 - الحصة 6 - جميع المستويات