
استراتيجيات فعّالة للتعامل مع أسئلة الاختيار من متعدد (QCM) في الامتحان المهني ومباراة التعليم
مقدمة
تُعد أسئلة الاختيار من متعدد (QCM) من أكثر أنماط الأسئلة حضوراً في الامتحان
المهني لرجال ونساء التعليم ومباريات ولوج مهن التدريس، سواء في التعليم الابتدائي
أو الإعدادي أو الثانوي التأهيلي. ورغم أن هذا النوع من الأسئلة يبدو في ظاهره بسيطاً،
فإن حقيقته تخفي قدراً كبيراً من التمويه والدقة المنهجية التي تتطلب من المترشح يقظة
ذهنية، وتحليلاً عقلانياً، وقدرة على ضبط النفس وإدارة الوقت.
كثير من المترشحين يمتلكون رصيداً معرفياً مهماً، لكنهم يفشلون في توظيفه
داخل أسئلة
QCM بسبب التسرع، أو الثقة المفرطة، أو سوء فهم صيغة السؤال. من هنا تبرز
أهمية امتلاك منهجية واضحة واستراتيجيات عملية للتعامل مع هذا النمط من الأسئلة، خاصة
في سياق امتحانات حاسمة مثل الامتحان المهني ومباراة التعليم التي تحدد المسار المهني
للمدرس.
في هذا المقال، سنقدم دليلاً شاملاً ومفصلاً حول أهم التوجيهات والتقنيات التي تساعد المترشح على رفع حظوظه في النجاح، من خلال فهم عميق لطبيعة أسئلة QCM، وتجنب فخاخها الشائعة، واتخاذ قرارات دقيقة ومبنية على التحليل لا على الحدس.
01. فهم طبيعة أسئلة الاختيار من متعدد
ما يميز أسئلة
QCM هو ارتفاع معامل التمويه، حيث لا يتم قياس المعرفة فقط، بل يتم اختبار
قدرة المترشح على التحليل، والتمييز، وربط المفاهيم، واستحضار الدلالات الدقيقة. فالاختيارات
غالباً ما تكون متقاربة، وبعضها صيغ بطريقة توحي بالصحة رغم كونه خاطئاً.
لهذا، فإن أول خطوة أساسية هي إدراك أن السؤال لا يُجاب عنه بالذاكرة
وحدها، بل بالعقل التحليلي الذي يبحث عن المؤشرات الكامنة داخل صيغة السؤال أو داخل
الاختيارات.
02. البحث عن المؤشرات اللغوية والمنهجية
قد يكون المؤشر كلمة بسيطة أو حرفاً صغيراً مثل:
و – أو – ثم – إلى – على
وقد يكون أداة استثناء مثل: (إلا – ما عدا – دون – باستثناء)،
أو تاريخاً، أو سياقاً زمنياً، أو علاقة سببية ومنطقية.
هذه المؤشرات ليست عشوائية، بل توضع بعناية لتوجيه المترشح أو لإرباكه.
لذلك، ينبغي التعامل مع كل كلمة داخل السؤال وكأنها مفتاح للفهم.
03. قراءة العبارة التقديمية قراءة تحليلية
من الأخطاء الشائعة في مباراة التعليم والامتحان المهني الانقياد وراء
الفهم الأولي للسؤال. المطلوب هو:
04. ضرورة قراءة جميع الاختيارات
حتى إن بدا لك أحد الاختيارات صحيحاً من الوهلة الأولى، يجب قراءة باقي
الاختيارات وتحليلها. ففي كثير من الأحيان:
05. تقنية حجب الاختيارات
من التقنيات الفعالة لتجنب التشتت:
هذه الطريقة تساعد على التركيز وتقلل من تأثير الاختيارات المضلِّلة.
06. الحذر من عبارات التعميم والإطلاق
غالباً ما تشير كلمات مثل:
دائماً – أبداً – كل – لا يمكن
إلى إجابات خاطئة، لأن الظواهر التربوية والتعليمية نادراً ما تكون مطلقة.
في الامتحان المهني ومباريات التعليم، يغلب الطابع النسبي والسياقي، لا
الأحكام القطعية.
07. الانتباه للنفي والاستثناء
قد تأتي العبارة التقديمية بصيغة:
إهمال هذه الصيغ قد يقلب معنى السؤال رأساً على عقب، ويؤدي إلى اختيار
عكس المطلوب.
08. إقصاء الاختيارات غير المنطقية
من الاستراتيجيات الأساسية:
09. المفاضلة بين اختيارين صحيحين
أحياناً ستجد نفسك أمام اختيارين كلاهما صحيح، لكن أحدهما أقوى وأدق من
الآخر. وهنا نلجأ إلى قواعد مهمة:
مثال:
إصدار حكم على نتيجة القياس يرتبط بـ:
⬩ التقويم / التقييم
كلاهما صحيح، لكن التقييم أدق لأنه تخصيص داخل التقويم.
10. التمييز بين التعريف اللغوي والاصطلاحي
في علوم التربية والديداكتيك، الفرق بين المعنى اللغوي والمعنى الاصطلاحي
جوهري. كثير من أسئلة
QCM تبنى على هذا الفرق، لذلك يجب الانتباه جيداً للسياق العلمي للمفهوم.
11. التحكم في الانفعالات
الانفعال عدو النجاح، سواء كان:
🗙 سلبياً (الإحساس بالعجز والخوف).
✔ أو إيجابياً مفرطاً (الثقة الزائدة).
المطلوب هو العمل بعقلانية، وهدوء، وحكمة، دون تسرع أو تهور.
12. إدارة الشك والوقت
إذا شككت بين اختيارين:
⬩ الشمول.
ولا تضيع وقتاً طويلاً في سؤال واحد، فقد يحضر جوابه لاحقاً. ولا تجعل
سؤالاً صعباً يربكك ويؤثر على باقي أسئلة الامتحان.
خاتمة
إن النجاح في الامتحان المهني ومباراة التعليم لا يعتمد فقط على حفظ المعارف،
بل على امتلاك منهجية ذكية في التعامل مع أسئلة الاختيار من متعدد. فأسئلة QCM ليست فخاً،
بل فرصة لمن يمتلك أدوات التحليل، والهدوء النفسي، والقدرة على اتخاذ القرار السليم.
اجعل من كل سؤال فرصة للتفكير، لا سبباً للتوتر، واعلم أن التوفيق ثمرة
اجتهاد وأخذ بالأسباب، مع صدق التوكل على الله، فهو خير معين.
هذه الاستراتيجيات من اقتراح الأستاذ هشام قطبان بتصرف من موقع تربويات.
شاركنا رأيك في التعليقات.