تُواصل مسابقة تحدي القراءة العربي مسيرتها الريادية في ترسيخ ثقافة القراءة وتنمية مهارات الفهم والاستيعاب لدى المتعلمين في مختلف الدول العربية. وخلال الموسم الدراسي 2025-2026، تعود المسابقة في نسختها العاشرة بحلة جديدة، ورؤية تطويرية تعزز حضورها بوصفها أكبر مشروع عربي للنهوض بالقراءة لدى التلاميذ.
وتشارك المملكة المغربية للسنة العاشرة على التوالي في هذه المسابقة التي
تعتبر أكبر مشروع قراءة عربي، يحفز المتعلمات والمتعلمين على اكتساب عادة القراءة،
بما ينمي لديهم مهارات التحليل والتركيب واستثمار المقروء وتذوقه، وتعزيز التحكم في
التعبير الشفهي والكتابي، واكتساب آليات وأسس التفكير الناقد، حيث دأبت الوزارة على
إيلاء هذه المسابقة أهمية كبرى منذ إنطلاقها سنة 2016 ، بما مكن من تتويج تلميذات وتلاميذ
ومؤسسات ومؤطرين مغاربة في مختلف الدورات السابقة، حيث حظيت المشاركة المغربية بالاهتمام
المتزايد من طرف المتعلمات والمتعلمين والفاعلين التربويين والأسر والشركاء الاجتماعيين،
ولاقت انخراطا وازنا للفعاليات الثقافية على الصعيد الوطني.
وتأتي هذه النسخة في سياق الدينامية التي تشهدها منظومة التربية والتكوين
ببلادنا عبر تنزيل أوراش خارطة الطريق 2022-2026 ومضامين إطارها الإجرائي، لاسيما الهدف
الاستراتيجي الأول المتمثل في الارتقاء بجودة التعلمات، وتمكين المتعلمات والمتعلمين
من اكتساب المعارف والمهارات والكفايات الأساس التي تعزز قدراتهم على التحليل والفهم
والإبداع وتدعم تملكهم للغات الوطنية والأجنبية، مما يساهم في إثراء معارفهم وتعزيز
انفتاحهم وإبراز مواهبهم الإبداعية.
وقد حظيت المسابقة منذ انطلاقها سنة 2016 باهتمام واسع من المتعلمات والمتعلمين
والأسر والفاعلين التربويين والشركاء الاجتماعيين، مما جعلها حدثا ثقافيا متميزا.
وتبعا لذلك، فقد تم فتح باب التسجيلات أمام الراغبين في المشاركة في النسخة العاشرة من المسابقة المذكورة على المنصة الإلكترونية التي تم تبسيط عمليات تسجيل المؤسسات التعليمية بها، مقارنة بالسنوات الفارطة، مع فتح إمكانية الانخراط في المكتبة الرقمية للتحدي عن طريق الرابط.
ما هي مسابقة تحدي القراءة العربي؟
انطلقت مسابقة تحدي القراءة العربي سنة 2015
بمبادرة من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بهدف تشجيع ملايين المتعلمين في العالم العربي
على القراءة باللغة العربية، من خلال قراءة 50 كتابًا على الأقل طيلة السنة الدراسية.
وتعد المسابقة اليوم أكبر مشروع معرفي عربي،
إذ يشارك فيها ملايين التلاميذ من مختلف الأسلاك التعليمية، وتساهم في تعزيز:
مستجدات النسخة العاشرة من تحدي القراءة العربي 2025-2026
تتميز نسخة هذا العام بعدد من العناصر التنظيمية
والبيداغوجية التي تهدف إلى تطوير جودة المشاركة، ومن أبرزها:
1. تعزيز التتبع الرقمي للمشاركين
اعتماد منصات إلكترونية لتسجيل المتعلمين وتتبع
تقدمهم في قراءة الكتب وإنجاز الملخصات.
2. تنويع مصادر القراءة
إتاحة المجال للقراءة الورقية والرقمية، مع تشجيع
اعتماد الكتب التفاعلية وكتب الصوتيات للأطفال.
3. الرفع من جودة المقابلات الشفوية
إدراج معايير جديدة للانتقاء على مستوى المؤسسات،
تركز على مهارات التحليل والفهم العميق.
4. تطوير دفاتر القراءة (جوازات التحدي)
اعتماد نماذج حديثة ومبسطة لتسهيل تتبع ملخصات
التلاميذ عبر جميع المستويات الدراسية.
أهداف مسابقة تحدي القراءة العربي في نسختها العاشرة
1. ترسيخ عادة القراءة اليومية
تشجيع المتعلم على القراءة المنتظمة بدل القراءة
الموسمية.
2. تقوية مهارات التعبير الشفهي والكتابي
اعتماد الملخصات والمقابلات الشفوية لتطوير قدرات
التواصل.
3. تعزيز التحصيل الدراسي
إثبات الدراسات الميدانية أن المتعلمين المشاركين
في التحدي يحققون نتائج أفضل في مواد اللغات والعلوم.
4. نشر ثقافة التميز داخل المؤسسات التعليمية
باعتبار المسابقة مشروعًا تربويًا متكاملاً يحفز
روح المنافسة الإيجابية بين التلاميذ.
مراحل مسابقة تحدي القراءة العربي 2025-2026
تمر المسابقة بعدد من المراحل، سواء على المستوى
المحلي أو الوطني:
1. مرحلة التسجيل داخل المؤسسات التعليمية
تُعلن الإدارة التربوية، بداية السنة، عن انطلاق
التسجيل، وتُوزع جوازات القراءة على المتعلمين الراغبين في المشاركة.
2. مرحلة القراءة والملخصات
يقوم المتعلمون بقراءة الكتب وتلخيصها وفق نموذج
الجواز، تحت إشراف الأستاذ(ة) ومنسق المشروع بالمؤسسة.
3. الانتقاء الأولي بالمؤسسة
تُنظم لجان محلية مقابلات شفوية لاختيار:
4. التصفيات الإقليمية والجهوية
يمثل أبطال المؤسسات مؤسساتهم في مسابقات على
مستوى المديريات الإقليمية ثم الأكاديميات الجهوية.
5. التصفيات الوطنية
يتم انتقاء بطل(ة) المغرب الذي سيمثل المملكة
في التصفيات النهائية على مستوى الوطن العربي.
شروط المشاركة في النسخة العاشرة 2025-2026
أدوار المدرسة والأساتذة في إنجاح التحدي
1. توفير بيئة محفزة على القراءة
عبر ركن القراءة بالقسم، والمكتبات الصفية، وتشجيع
المبادرات الفردية.
2. مواكبة المتعلمين
من خلال حصص الدعم القرائي، ومتابعة دفاتر التلخيص
أسبوعيًا.
3. تنظيم مسابقات داخلية
لتحفيز التلاميذ على القراءة المستمرة.
أهمية النسخة العاشرة لمتعلمي المغرب
تأتي نسخة 2025-2026 في سياق خاص، يتزامن مع
تنزيل مشروع القراءة بالمدارس الرائدة ومعايير جديدة لتطوير الكفايات اللغوية. مما
يجعل تحدي القراءة العربي فرصة ذهبية لتعزيز:
خاتمة
النسخة العاشرة من مسابقة تحدي القراءة العربي ليست مجرد نشاط تربوي، بل هي مشروع حضاري متكامل يهدف إلى بناء جيل قارئ ومبدع. ومن خلال انخراط المؤسسات التعليمية والأساتذة والمتعلمين، يمكن تحقيق نتائج نوعية تسهم في الارتقاء بالقراءة في المغرب والعالم العربي.
شاركنا رأيك في التعليقات.