يُعتبر مشروع "مؤسسات الريادة" من المبادرات المحورية في تنفيذ خارطة طريق الإصلاح التربوي للفترة من 2022 إلى 2026، حيث يشكل أداة أساسية لتحقيق الإصلاحات المطلوبة على أرض الواقع. يرتكز هذا المشروع على اتخاذ مجموعة من التدابير العملية داخل المؤسسات التعليمية بهدف خلق بيئة تعليمية مثالية تدعم العمل الجماعي وتضمن تكامل الجهود بين جميع أفراد الفريق التربوي.

هذه البيئة لا تقتصر على توفير الظروف المادية المناسبة فحسب، بل تشمل أيضًا تفعيل أحدث الأساليب التربوية والبيداغوجية، بالإضافة إلى الاستفادة من التكنولوجيات الحديثة التي تسهم في تحسين مستوى الأداء التعليمي والإداري، مما يعزز قدرة الفريق التربوي على إنجاز مهامه بفعالية وكفاءة.

مؤسسات الريادة ومشروع المؤسسة المندمج

يستهدف المشروع في جوهره تحقيق أهداف مشروع المؤسسة المندمج، وذلك عبر ضمان تأطير دقيق ومتابعة ميدانية مستمرة لجميع العمليات التي تتم داخل مؤسسات الريادة، ويشمل ذلك دعم المدارس في تطوير استراتيجياتها التعليمية، ومتابعة تنفيذ الخطط الدراسية بشكل دوري لضمان جودة الأداء وتجاوز التحديات المحتملة، كما يسعى المشروع إلى تحسين جودة التعلمات الأساسية وتطوير كفايات التلميذات والتلاميذ في جميع الأبعاد، سواء كانت معرفية أو مهارية أو وجدانية، بحيث يساهم في رفع مستوى تحصيلهم الأكاديمي وتعزيز فرصهم للنجاح في مسارهم التعليمي.

مشروع مؤسسات الريادة والهدر المدرسي

إضافة إلى ذلك، يُولي المشروع أهمية كبيرة للحد من ظاهرة الهدر المدرسي التي تعد من التحديات الرئيسية في النظام التعليمي. وفي هذا الإطار، يعمل المشروع على توفير الدعم التربوي المستمر للتلاميذ، وتفعيل الأنشطة الموازية التي تحفزهم على الاستمرار في دراستهم وتعزز من ارتباطهم بالمؤسسة التعليمية، ومن خلال هذه الأنشطة، يتم تحفيز التلاميذ على المشاركة الفعالة، مما يساهم في تقليل معدلات الانقطاع عن الدراسة، وتحفيزهم على تحقيق طموحاتهم الأكاديمية والاجتماعية.

بناءً على هذه الأبعاد، يشكل مشروع "مؤسسات الريادة" نموذجًا متكاملاً للإصلاح التربوي الذي لا يقتصر فقط على تحسين جودة التعليم، بل يشمل تطوير البيئات المدرسية، والاهتمام بالصحة النفسية والاجتماعية، والتفاعل المجتمعي، مما يعزز من فرص نجاح المشروع في تحقيق أهدافه على المدى البعيد.