نصائح وإرشادات للأستاذ(ة) المتدرب(ة) بالمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين

الكاتب: موقع تربوياتتاريخ النشر:
الأساتذة المتدربين  بالمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين

نصائح وإرشادات للأستاذ(ة) المتدرب(ة)
بالمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين

إن من نعم الله على الطالب بعد حصوله على شهادة الإجازة توفيقَه للنجاح في مباريات ولوجِ سلك تأهيل أطر التدريس بالمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين، وقد رسب غيره ولم تتح له هذه الفرصة التي وُهبت له، وإنها نعمة تستوجب شكر الله تعالى، فهو صاحب الفضل والمنة أولا وآخرا، ومن تجليات شكر هذه النعمة العنايةُ بهذه المرحلة – مرحلة التدريب بالمراكز – فهي فترة تكوينية مهمة إن استغلها الأستاذ المتدرب استغلالا حسنا، ومحطةٌ لها ما بعدها إن أعطاها حقها، وميدان للتدريب سيعينه - لا محالة - في مساره التعليمي وفي مشواره التدريسي.

وإسهاما في نفع إخواني الأساتذة المتدربين سأذكر بعض النصائح والإرشادات؛ لعلها ترشدهم إلى الاستفادة من هذه المحطة التكوينية المهمة.

وسأذكر هذه الإرشادات والتوجيهات من خلال ثلاث علاقات:

الأولى: علاقة الأستاذ المتدرب بالأساتذة المكونين بالمراكز الجهوية وبالممارسين المشرفين على التدريبات الميدانية

وللاستفادة من هذه العلاقة أذكر الإرشادات الآتية:

🔹الحرص على الاستفادة من محاضرات الأساتذة المكوِّنين وتوجيهاتهم وخبراتهم ونصائحهم، وكذا الاسترشاد بتعليقاتهم على العروض والأعمال التي ينجزها الأساتذة المتدربون ويقدمونها أمام زملائهم في حجرات الدرس، ويمكن للمتدرب أن يدون هذه الملاحظات والتوجيهات، ويرتبها في مذكرة أو كراسة خاصة، وتكون موزعة حسب المواد والتخصصات.

🔹طرح الإشكالات والاستفسارات والتساؤلات التي تواجه المتدرب - سواء في الحصص الدراسية أو أثناء البحث والمطالعة - على أساتذته المكونين؛ ليستفيد من إجاباتهم وخبراتهم، مع ضرورة الدقة في طريقة العرض، والأدب المتجلي في انتقاء العبارات وحسن اختيار الكلمات، فإن المتأدب ينال من أستاذه ما يحرم منه غيرُه بفظاظته وسوء خلقه.

🔹التركيز على طرق الأستاذ المكون في عرض المادة، وكيفية تقديمه المحتوى العلمي، مع الاستفادة من نبرات صوته، وحركاته في الفصل، وتنبيهه للغافلين، وزجره للمتهاونين ونحو ذلك؛ لكون هذه الطرق والمهارات معيناتٍ للأستاذ المتدرب في تدريبه الميداني وفي ممارسته المهنية مستقبلا.

🔹تسجيل الملاحظات التي تظهر له، سواء كانت خاصة بأساتذته المكونين أو المشرفين على التدريب الميداني، وتصنيفها إلى إجابي وسلبي - إن وجد -؛ ليتسنى له توظيف تلك الإيجابيات في ممارسته هو، وتلافي هذه السلبيات.

🔹التعرف على الأساتذة المكونين الآخرين الذين يدرِّسون بالمركز الجهوي نفسه، والحضور لحصصهم – إن أمكن – للاستفادة منهم، والأخذ من تجاربهم، والاستشارة معهم؛ فإن العلم يؤخذ باللسان السؤول والقلب العقول، فقد قيل لابن عباس رضي الله عنهما: كيف أصبت هذا العلم؟ قال: " بِلِسَانٍ سَؤُولٍ، وَقَلْبٍ عَقُولٍ" [فضائل الصحابة للإمام أحمد بن حنبل 2/970] .

🔹وإذا أراد الأستاذ المتدرب أن يستفيد أكثر فيمكنه أن يتعرف على الأساتذة المكونين في شتى المراكز بالمغرب، من خلال تتبع صفحاتهم، خاصة النشطين منهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وكذا صفحات الأساتذة المدرِّسين بالمؤسسات التعليمية المهتمين بنشر القضايا التربوية التعليمية.

🔹تخصيص مذكرة يسجل فيها المتدرب ملاحظاته أثناء التدريب الميداني سواء كانت هذه الملاحظات متعلقة بالأستاذ المشرف، أو بالإدارة أو بالتلاميذ أو بزملائه المتدربين؛ للاستعانة بها في تحرير تقرير عن التدريب الميداني، ولتكون معينا له في ممارسته المهنية مستقبلا.

🔹ضرورة التأدب مع الأستاذ المشرف على التدريب الميداني، وانتقاء أحسن العبارات أثناء السؤال أو إبداء الملاحظة، أو تقديم الاقتراح.

🔹الحرص على الاستفادة من التجربة الميدانية للأستاذ المشرف؛ خاصة طريقته في التعامل مع الوضعيات، ومع المتعلمين، وطريقة إشراكهم، وصيغ التحفيز، وسبل تنظيم الفصل الدراسي وضبطه.

الثانية: علاقة الأستاذ المتدرب بزملائه المتدربين

وسأجمل هذه الإرشادات في النقاط الآتية:

🔹التعرف على المجدين منهم، وربط العلاقات بهم، وإدارة الحوارِ والنقاشِ البنّاء معهم، وإثارة الإشكالات والتساؤلات عن القضايا التي تخص مادتهم، أو تتعلق بالمنظومة التربوية بصفة عامة.

🔹اختيار الحريصين منهم على التعلم، وذوي الهمم العالية، وإنجاز العروض والأعمال غير الصفية معهم حين تُطلب منهم العروض الجماعية، وقد يتساءل المتدرب فيقول: وكيف أتعرف على المجدين منهم ونحن في بداية التكوين؟ فأقول: يمكن ذلك من خلال الاستعانة بمن يعرف المتدرب المجد ليرشدك إليه، أو من خلال النشطين منهم تربويا على مواقع التواصل، أو له أعمال بحثية منشورة أو من خلال المشاركات الأولى لهم داخل الفصل.

🔹مدارسة الكتب معهم وتبادل المفيدة منها في التخصص، وتشجيع بعضهم بعضا على حضور الندوات والمحاضرات التي تعقد قريبا من المركز الجهوي.

🔹تبادل الأعمال المنجزة كالتلخيصات والعروض، والاستفادة من تقويماتهم وملاحظاتهم.

🔹التنافس مع باقي المتدربين من خلال اقتراح تحديات لقراءة الكتب، وتلخيصها، والاستماع للمحاضرات النافعة وتسجيل فوائدها.

🔹تقديم الدروس وإنجازهما أمامهم (التعليم المصغر)؛ للاستفادة من ملاحظاتهم قبل الشروع في التدريب الميداني، وقبل الانتقال إلى الممارسة المهنية في السنة المقبلة.

🔹اختيار رفقة جادة من المتدربين للسكن معها – بالنسبة للمكترين – ليستفيد منهم في الحوارات والنقاشات، وليستشير معهم في الأعمال غير الصفية، ومن الأفضل أن تكون هذه الرفقة من نفس التخصص؛ فإن تعذر ذلك فليكن من تخصصات أخرى قريبة من تخصصك (المواد المتآخية)، وإن لم يتيسر فيمكنه أن يستفيد من التخصصات الأخرى (الكفايات الممتدة).

الثالثة: علاقة الأستاذ المتدرب بتخصصه

ومن الإرشادات المتعلقة بهذه العلاقة ما يلي:

🔹تخصيص حيز زمني لتجاوز القصور الحاصل لدى المتدرب في تخصصه، فقد تكون بعض الجوانب لم يُعط لها حقُّها في مرحلة الدراسة الجامعية، أو يكون المتدرب حاصلا على الإجازة في التربية مما قد يترب عنها النقص في التخصص، أو أن تكون المادة المدرَّسة جامعة لتخصصين حصل المتدرب على إجازة في أحدهما فقط.

🔹الاطلاع المعمق على الجزء المكمل للتخصص وهو البيداغوجيا وطرق التدريس وعلم النفس النمو والتشريع المدرسي وغيرها؛ خاصة من لم يحصل على إجازة في التربية أو لم تكن له شهادة أخرى في هذا المجال.

🔹اقتناء أهم المصادر والمراجع التخصصية التي لا بد منها للمدرس، مع الحرص على تطوير الرصيد المعرفي وإغنائه؛ فإن التمكن من التخصص من أبرز المعينات على ضبط الفصل، واكتساب احترام المتعلمين وتقديرهم.

🔹تخصيص مذكرة يدون فيها المتدرب الإشكالات التي تعترضه عند قراءة كتاب أو سماع محاضرة أو إجراء محاورة.

🔹إتقان العروض والبحوث التي تُقدم أمام المتدربين، أو التي تُعطى للأستاذ المكوِّن؛ فإن لهذه الأعمال أثرا بارزا في صقل شخصية المتدرب وتمتين تكوينه العلمي.

🔹وفي الأخير ينبغي للأستاذ المتدرب ألا يغفل عن سؤال الله تعالى التوفيق والسداد، مع الحرص على الفرائض فهي رأس المال وهي المعين على أداء رسالته؛ فإن الموفق من وفقه الله عز وجل، ثم ليستحضر دائما أنه مقبل على مهنة شريفة هي مهنة الأنبياء عليهم السلام، وهي حرفة العلماء والمصلحين في كل وقت وحين، وأن عمله هذا يحتاج دوما إلى التجديد والتجويد، والصبر والمصابرة، والبعد عن المثبطين والمتهاونين.

وفقنا الله جميعا لما يحبه ويرضاه.

الأساتذة المتدربين  بالمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين
الكاتب

ذ. عبد المجيد هلال
أستاذ مادة التربية الإسلامية للسلك الثانوي التأهيلي بإقليم تاوريرت
المؤهل العلمي
ماستر في المناهج وطرق التدريس في الدراسات الإسلامية
طالب باحث في سلك الدكتوراة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية وجدة.
رقم الجوال: 212.06.70.68.89.94+

البريد الإلكتروني: [email protected]

التصنيفات

شارك المقال لتنفع به غيرك

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

شاركنا رأيك في التعليقات.

ليست هناك تعليقات

8557488525432745012