كيف نحمي الأطفال من مخاطر السوشيال ميديا - توجيهات نظرية وإجراءات تطبيقية

الكاتب: Tarbawiyatتاريخ النشر:

 

مخاطر مواقع التواصل الاجتماعي على الأطفال

 حماية الأطفال من مخاطر السوشال ميديا: تحقيق التوازن بين الفوائد والمخاطر

توطئة

تعتبر وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياة الأطفال والمراهقين في العصر الحديث، فهي توفر لهم فرصًا مثيرة للتواصل والتعلم والترفيه، ومع ذلك، يجب أن ندرك أن هناك مخاطر محتملة قد تؤثر على سلامة وسلامة الأطفال، يتطلب حماية الأطفال من مخاطر السوشال ميديا تحقيق التوازن بين الفوائد والمخاطر.

فمسألة منع الأطفال من ولوج مواقع التواصل الاجتماعي غير ممكنة وأصبحت متجاوزة الآن، لأن هذه التطبيقات أصبحت جزءا من حياتها لا يمكن أن نستغني عنها لما فيها من فائدة، وإنما الأمر متعلق بكيفية ترشيد استعمال وسائل التواصل الاجتماعي بشكل آمن ومسؤول، لضمان حماية أطفالها من التأثيرات السلبية لهذه الوسائط وحماية لصحتهم النفسية وحفاظا على قيمهم وأخلاقهم، في هذا المقال، سنستعرض بعض المخاطر الشائعة ونقدم بعض الاقتراحات للمساعدة في حماية الأطفال في عالم السوشال ميديا.

حماية الأطفال من مواقع التواصل الاجتماعي

توجيهات نظرية

التعرف على المخاطر المحتملة

من أجل حماية الأطفال، يجب أن نكون على علم بالمخاطر المحتملة التي يواجهونها على السوشال ميديا، تشمل هذه المخاطر التنمر الإلكتروني، والتعرض للمحتوى غير الملائم، والتأثر السلبي بصورة الجسم، والتعرض للغرباء والمحتالين، عندما ندرك هذه المخاطر، يمكننا أن نتخذ خطوات للحد منها والحماية منها.

الحوار والتواصل

يجب أن يكون هناك حوار مفتوح بين الأهل والأطفال حول استخدام السوشال ميديا والمخاطر المحتملة، يجب أن يشعروا بالثقة في طرح أي أسئلة أو مخاوف تتعلق بتجربتهم على الإنترنت، عندما يكون هناك تواصل جيد، يمكن للأهل أن يقدموا المشورة والإرشادات للأطفال بشأن استخدام السوشال ميديا بطريقة آمنة ومسؤولة.

ضبط الخصوصية والحماية

ينبغي أن يتعلم الأطفال كيفية ضبط إعدادات الخصوصية على حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، يجب عليهم أن يكونوا حذرين فيما يتعلق بالمعلومات الشخصية وعدم مشاركتها مع الغرباء، ينبغي أيضًا تشجيع الأطفال على تنشيط إعدادات الحماية مثل تفعيل التحقق الثنائي للدخول وعدم قبول طلبات الصداقة من الأشخاص الذين لا يعرفونهم.

ممارسة الاستخدام السليم

يجب أن يكون لدى الأطفال فهم واضح للسلوكيات السليمة على السوشال ميديا، يجب أن يتعلموا ألا ينشروا معلومات خاصة أو صوراً حساسة أو تعليقات قد تكون مؤذية، عليهم أيضًا أن يكونوا مدركين لتأثير كلماتهم وأفعالهم على الآخرين وأن يمتنعوا عن المشاركة في سلوكيات سلبية أو متسلطة.

المراقبة والمتابعة

يجب على الأهل المراقبة والمتابعة النشاطات التي يقوم بها أطفالهم على السوشال ميديا، يمكن استخدام الأدوات المتاحة لمراقبة النشاط وتحديد الوقت المناسب للاستخدام، يجب أن يتم ذلك بشكل متزايد بمراقبة ومتابعة متوازنتين، لكي يشعر الأطفال بالثقة والخصوصية في نفس الوقت.

مخاطر الانترنت على الأطفال

نصيحة ذهبية

شجع أطفالك على استخدام ميزة "التبليغ" التي توفرها جميع تطبيقات التواصل الاجتماعي، للتبليغ عن أي محتوى سيئ أو غير مناسب، لأنه عند التبليغ عن محتوى مسيئ فإن التطبيق سيمنع عنك أي محتوى مشابه مستقبلا، وبهذا ستكون قد علمت أطفالك إحدى أهم القواعد الأساسية لترشيد استعمال وسائل التواصل الاجتماعي بشكل آمن ومسؤول.

إجراءات تطبيقية قم بها فوراً

على الفيسبوك

إذا كان طفلك أقل من 13 سنة فلا يجب أن يستخدم تطبيق فيسبوك إطلاقا، وهذا من توجيهات شركة فيسبوك نفسها حيث أن أقل سن تسمح به لإنشاء حساب هو 13 سنة، لكن مع الأسف يوجد بعض الأطفال يلجون الفيسبوك دون هذا السن، وذلك عن طريق كتابة تاريخ ميلاد عشوائي أثناء عملية التسجيل.

إذا كان طفلك بالغ من العمر ما بين 13 و 18 سنة فعندما تنشئ له حساب على الفيسبوك يجب عليك تحديد تاريخ ميلاده الحقيقي (على الأقل سنة الميلاد)، ذلك لكون الخوارزميات البرمجية التي يعمل بها فيسبوك ذكية جدا، فالمحتوى المعروض أو المقترح لطفل صغير يختلف عن المحتوى المعروض على حساب شخص بالغ.

كما أنه عندما تنشئ حساب فيسبوك لطفلك بتاريخ ميلاده الحقيقي، فإن فيسبوك تقوم بتعطيل زر "إضافة صديق" على حائط طفلك، لمنع الغرباء من محاولة التواصل مع الأطفال واستغلالهم.

ولا تنسى ضبط إعدادات الحساب لتحديد من يمكنه رؤية الصور التي ينشرها أطفالك ومعلوماتهم الشخصية، ثم راقب الحساب من حين لآخر لتفقد الصفحات والمجموعات التي يتابعها أطفالك على الفيسبوك.

على الميسنجر

على غرار تطبيق الميسنجر العادي، وفرت شركة ميتا تطبيق مماثل خاص بالأطفال يحمل اسم Messemger Kids، وهو مناسب للأطفال  بتوفيره واجهة تواصل آمنة ومناسبة للأطفال وخصائص وميزات ذات أبعاد تعليمية وترفيهية، كما يوفر التطبيق مجموعة من الألعاب التي يمكن للأطفال لعبها أونلاين مع أصدقائهم.

ومع ذلك، ينبغي للوالدين أن يكونوا على دراية بالتطبيق وإعداداته ومراقبته بشكل دوري للتأكد من أنه يفي بالمعايير الأمنية المطلوبة ويحمي خصوصية الأطفال.

على الواتس آب

يعتبر تطبيق واتس آب تطبيقا خاصا بالمحادثات الفورية، ولا أعتقد أن للأطفال الحاجة إلى استعماله، إلا إذا كانوا في 16 أو 17 سنة، ويغيبون عن المنزل، فيضطر الآباء للتواصل مع أبنائهم على الواتس آب كونه الوسيلة الأكثر انتشارا للتواصل عن طريق المكالمات الصوتية أو مكالمات الفيديو أو الرسائل النصية.

  • في هذه الحالة يجب مراعاة بعض التوجيهات لاستعمال أبنائك لتطبيق واتس آب، منها:
  • مراقبة سجل الأرقام الهاتفية على هواتف أبنائك
  • معرفة مع من يتواصلون على واتس أب
  • قم بضبط إعدادات الخصوصية على الشكل الذي يضمن الحماية القصوى لأبنائك
  • يمكنك تحديد من يمكنه إرسال رسائل لرقم ابنك وتحديد من يمكنه رؤية حالته وصوره الشخصية

على إنستجرام

انستجرام تطبيق لا يناسب الأطفال في سن مابين 13 و15 على أبعد تقدير، لكن إذا كانوا أكبر من ذلك إلى حدود 18 سنة، وإذا تحتم عليك السماح لأبنائك باستعمال تطبيق انستجرام، فعليك أخذ بعض الأمور على محمل الجدية قبل أن تأذن لهم بذلك، منها:

  • قم بمراجعة وضبط إعدادات الخصوصية في حساب إنستجرام للتحكم في من يمكنه رؤية محتوى الطفل والتفاعل معه.
  • تحقق من المتابعين الذين يتابعهم الطفل والذين يتابعونه
  • توضح للطفل أنه يجب عليه أن يكون حذرًا فيما ينشره وأن يتجنب الرد على رسائل غريبة أو التعليقات المسيئة

على اليوتوب

على غرار ما قامت به شركة ميتا بتوفير تطبيق Messemger Kids الخاص بالأطفال، فإن شركة جوجل هي الأخرى قدمت لنا تطبيق Youtube Kids، الخاص بالأطفال، حيث يتم تصفية المحتوى بحيث يكون مناسبًا للأعمار الصغيرة وملائمًا للأطفال.

على العموم فإن الأطفال الذي تزيد أعمارهم عن سن 13 سنة بإمكانهم استعمال تطبيق اليوتوب العادي لأغراض تعليمية وتثقيفية، لكن ومع ذلك يجب على الأباء تعلم كيفية تقييم المحتوى المناسب للأطفال وتأكد من أنه يلبي المعايير الأخلاقية والتعليمية، حيث يمكنك استخدام خيارات التصنيف والتصفية المتاحة على YouTube للعثور على محتوى مناسب للأطفال.

على التيك توك

فيما يتعلق بتطبيق TikTok، فلا أعتقد أنه يجب السماح للأبناء البالغين من العمر ما بين 13 و18 سنة باستعمال تطبيق تيك توك، بل وإن هذا التطبيق في نظري لا يليق حتى بالبالغين، لأنه يقدم محتوى تافه وغير مفيد في أغلب الأحيان، إلى أن وصل إلى درجة السماح للمستعملين بنشر مقاطع إباحية لهم، الشيئ لم ولن تقوم به التطبيقات المقدة من شركات كبرى مبادئ الأخلاق والقيم مثل Google و Facebook على سبيل المثال.

كما أن تطبيق تيك توك يشتغل بخوارزميات برمجية تمكنه من تحديد مستعمليه بناء على مجموعة من المعايير، مثلا:

في الصين التي هي بلد اختراع تطبيق تيك توك، فإن التطبيق لا يدفع الأرباح للناس على رقصاتهم الغبية أو لعبهم مع كلابهم، وإنما يدفع مقابل الأعمال التي يريدون أن يروها في شبابهم، مثل: الهندسة والعلوم.

أندرو كاميرون شولز (كوميدي أمريكي)
التصنيفات

شارك المقال لتنفع به غيرك

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

شاركنا رأيك في التعليقات.

ليست هناك تعليقات

8557488525432745012